السبت، 8 ديسمبر 2012

لماذا تقدم الامريكان وتخلفنا نحن


لماذا تقدم الامريكان وتخلفنا نحن
نظريات عديدة تكلمت عن هذا الموضوع.. وهذا هو نفس موضوع كتابي الجديد الذي لا يريد أن ينتهي.. لذلك قررت أن أعرف الإجابة هناك وأكلمكم عن بعض ما لاحظت.

1- ثقافة الماضي

بدون تذاكر, دخلت المتحف السميثسوني للتاريخ الأمريكي 
Smithsonian national museum for American history 

باحثا عن إجابة شافية
..

لم أكن أعرف.. أن أول قطعة ستقع عليها عيناي, هي التي تحمل الإجابة!

هيكل بلاستيكي يستعرض الأعضاء الصناعية التي استطاع العلماء استبدالها في الجسم البشري.

هذه القطعة موضوعة في المتحف لأنها قطعة تاريخية.. فيعود تاريخها (وركز معايا كده) إلى:
أواخر التسعينيات


(الشرح المكتوب تحت هذه القطعة)

توقفت كثيرا أمامها مفكرا..
فعلا.. التسعينيات جزء من الماضي, فلماذا نحن متعجبون؟!

الحقيقة هي أن الأمريكان دائما يتقدمون..لابد أن أكون هذا العام أفضل من العام السابق.. أمريكا اليوم ليست هي أمريكا التسعينيات.

هكذا يفكر المواطن الأمريكي العادي أيضا.. لابد من أن أطور قدراتي كي أكون أفضل بمضي الوقت, لا أن أظل كما أنا.

حين سجلت اسمي في الاتحاد الأمريكي للإدارة, لاحظت أن الأمريكيين الذين سجلوا للدراسة هناك, أكثر من الدارسين في أي مركز آخر عندنا في مصر.. لابد أن يطور الموظف قدراته ويعرف الجديد في الإدارة أو التسويق أو المبيعات أو أيا كان مجاله.. لابد أن أطور من نفسي كي أحظى بفرصة أفضل وعمل أفضل ودخل أفضل..هذه هي الحياة..

فهل هكذا نفكر نحن؟
بالطبع لا..

التغيير لابد أن يكون بطيئا.. المتاحف تحتوي على قطع يعود تاريخها إلى 7000 عام, وكأننا لا نتقدم إلا بمرور آلاف السنين!

وهكذا يفكر المواطن العادي أيضا.. تغيير الوظيفة أو استكمال الدراسة أو أي خطوة أخرى للتقدم, يعتبر خيالا علميا في حياتنا.. لأننا لا نريد أن نتغير, ومن ثم لن نتقدم.

2- ثقافة الولايات (المتحدة)

في الولايات المتحدة زرت واشنطن العاصمة- فرجينيا- مريلاند- بالتيمور- نيو جيرسي- نيويورك..

ولاحظت شيئا لم أكن أراه بهذا الوضوح من قبل.

وهو أن كل ولاية مختلفة عن الولاية الأخرى.. في المعمار وطبيعة السكان، وحتى في القوانين وتراخيص العمل وبعض قوانين المرور!

الفكرة هي أن سر نجاح الولايات المتحدة هو أنها ولايات متحدة!

مجموعة من الشعوب اجتمعت معا, واستطاعوا أن يتقبلوا خلافاتهم, وقرروا أن يتعاونوا معا كي يكونوا شعبا واحدا.

الاختلاف هو الذي يجعل الأمم أقوى.. لأنها تكون أكثر ثراء وإبداعا..

لكن في شعوب لا تتقبل الاختلاف وتريد للجميع أن يكونوا (طبق الأصل).. لا تتوقع أن يحدث أي تقدم.

فالفكر الجديد هو الفكر القديم، وهو الجمود الذي استمر لمئات السنين.

تقبل الآخرين.. تقبل الثقافات الأخرى..

لو تأملت مساحة الولايات المتحدة الأمريكية، وتأملت كل ولاية على حدة.. قد تتحسر حين تخطر على بالك فكرة:
الولايات المتحدة العربية!


لماذا لا نستطيع أن نتحد إذن؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟




ما الفرق بيننا وبينهم؟

3- العقل العربي


الشاب الأمريكي يضطر للعمل الجاد طوال فترة الصيف؛ كي يستطيع تحمُّل مصاريف الجامعة.. هذا لا يحدث عندنا طبعا.. فأنا وأنت باشاوات لا يمكننا أن نعمل في توصيل الطلبات للمنازل أو في مطعم ما كي نوفر مصاريف كلية الطب.. لو سمعت قصة كهذه في مصر فهي قصة كفاح تستحق أن يسجلها التاريخ.. أما في أمريكا فهذه هي طبائع الأمور!

المشكلة في داخلي وداخلك.. المشكلة في عقلياتنا نحن..

الرسائل المعتادة التي تصلني كما تعلمون, والتي تقول: مفيش فايدة يا عم -لو كان معايا فلوس أو أبويا وزير كنت نجحت- اللي نعرفه أحسن من اللي ما نعرفوش -مفيش حاجة في إيدي- وأنا مالي.... إلخ

إنها الثقافة السلبية التي تمنعنا من الوصول إلى النجاح أو حتى التفكير فيه..

كل شخص متفرغ للشكوى من الظروف والأحوال ويعتبر نفسه ضحية لكل ما حوله.. في هذا الجو المريض لا تتوقع أي تقبُّل للآخر.. بل توقع أن يكون كل شخص متمركزا حول نفسه متطرفا لأفكاره معتبرا نفسه هو الصواب وسط الخاطئين, والمظلوم وسط الظالمين.. دون أي محاولة حقيقية جادة لتغيير حياته وتحقيق أحلامه بشكل عملي وبخطوات حقيقية..

في أمة من المحبطين لا تتوقع أي تقدم أو أي إبداع أو أي حلول لأي مشاكل.

لَكَم أتمنى أن أغير هذه العقلية في بلادنا.. هذا هو حلمي الشخصي الذي أريدكم جميعا أن تشاركوني فيه.

4- الإدارة

بالتأكيد تتوقع كلاما مملا تحت هذا العنوان.. فلا أحد يجد أن كلمة (الإدارة) شيء ممتع!

نحن لا نعرف معنى كلمة الإدارة.. فالإدارة في ثقافتنا, هي ذلك الموظف العرقان ثقيل الظل الذي يجلس على مكتب مهترئ في مصلحة حكومية عتيقة, مؤكدا أن: فوت علينا بُكرة!

هذه ليست الإدارة.. هذا هو الأسلوب العتيق منها والذي يعود إلى عصر الجنيه الجحري (مش الجبس حتى).. فما هي الإدارة؟

الإدارة هي فن التنظيم.. هي كيفية ترتيب كل شئون الحياة..

كيف تدير وقتك؟ نقودك؟ كيف تحدد مسارك في الحياة؟ كيف ترتب أولوياتك؟

هذا هو المفهوم الشخصي للإدارة.. التفكير بشكل منظم للوصول إلى النتائج التي نريدها..

وبعد ذلك يتسع مفهومها كي يشمل كل شئون الحياة.. في الحكومات والمؤسسات والشركات والأفراد..

- في أمريكا ستجد الشوارع نظيفة جدا.. لم أرَ الكناسين في الشوارع, لكن رأيت شعبا يريد للشارع أن يكون نظيفا!

قبل أن تنتقد الحكومة لسوء أدائها (وهو سيء طبعا بلا أي جدال) يمكننا أن نلاحظ أنها تفكر بنفس طريقة تفكيرنا نحن.. حين ترمي بورقة في الشارع اعرف أنك سببٌ في قذارة الشارع.. هكذا ببساطة!



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق