الجمعة، 14 ديسمبر 2012

الباحثون عن مصباح علاء الدين

صورة: ‏~

الباحثون عن مصباح علاء الدين
:::::::::::::::::::::::::::::::::
هل سبق أن تعرّفت على شخص لأول مرة وبعد فترة بسيطة من لقائك به وجدته يتفرّس في ملامحك ويسألك: بُرجك إيه؟وهل كنت تتنقل بين القنوات التليفزيونية؛ فأثارك صوت مُتّصِلَة بأحد برامج تفسير الأحلام، وشدّك صوتها المنفعل، وهي تروي أحداث حلم رأته بسرد تفصيلي لأحداثه؛ حتى إنها تُحدّد لون ذيل فستانها الذي كانت ترتديه في الحلم؟وهل سمعت بفتاة أخرى تأخر سِنّ زواجها؛ فراحت تدور على المنجمين، لعلها تجد عندهم "حجاباً" يفكّ عنها الأعمال التي أخّرتها عن الزواج حتى الآن؟وأظنك تابعت حكاية بعض أهل الثراء والشهرة، الذين امتلكوا كل شيء يمكن أن يحسدهم عليه الآخرون، ثم وقعوا ضحية نصّاب أريب، استغلّ بحثهم عن الزئبق الأحمر الذي يُحوّل التراب إلى ذهب!!الحل السحريأعرف أنك قرأت عن هؤلاء أو سمعت بهم، أو لعلك قابلت بعضهم، أما ما لست متأكداً منه؛ فهو كونك واحد من هؤلاء الذين يبحثون عن حلّ سريع لمشكلاتهم، أو بالأصحّ يبحثون عن حل نهائي لما يعترضهم من مشكلات؛ فمِنَ الآفات التي تُعِيق نجاح المصريين اليوم، وأصبحت منتشرة انتشار النار في الهشيم، هو الرجاء في وجود حلّ سحري لا يكلّف عناء، ولا يسبّب الشقاء، ويقضي على كل العقبات، ويحقق جميع الأماني.. حلّ لا يحتاج إلى دراسة وقراءة وتخطيط.. حل لا يتطلّب جهداً وعملاً وعَرَقاً.. حل يضعنا على القمة فوق الجميع.إن كتب الأبراج باتت تحقق أعلى المبيعات، ويتلهّف على اقتنائها الشباب حتى من غير هواة القراءة؛ وكأن معرفة أحوال النجوم، وتقاسيم الأبراج من ترابي إلى مائي، هو ما سيجعله يرى المستقبل بشكل أوضح، ويتعرف على الأشخاص الذين يتوافقون معه، أو هؤلاء الذين لن ينسجموا معه في مشوار الحياة، وبناءً على ما قرأه في هذه الكتب يبدأ في التعامل مع الناس.بين الأحلام والتعاويذأما برامج تفاسير الأحلام؛ فهي الورقة الرابحة الآن في القنوات الفضائية، التي تريد أن تضمن نسبة مشاهدة عالية من جمهور المشاهدين، المعتقدين أن ما يرونه في أحلامهم يحمل دلالة وعلامات تُرشدهم إلى كيفية تحقيق الراحة وهدوء البال، الذي يطمعون أن يعيشوا لحظاته الثمينة، وكأنها رؤى أنبياء.وغني عن الذكر الإشارة إلى هؤلاء المترددين على المشعوذين، أولئك المختصِرون لكل آهات الدنيا في عمل سفلي صَنَعه من أجلهم كارهوهم أو منافسوهم، وكل ما عليهم هو الحصول على "حجاب" أو تعويذة لفكّ تلك الأعمال كي تروق لهم دنياهم!!البحث عن رقم الحظهل تتخيل من مؤمن بحتمية تعامد النجوم وما تقوله الأبراج، أن يحاول العمل والكفاح من أجل تحقيق حلمه؟! أم أنه سينتظر يوم سعده، ويبحث عن رقم حظه الذي سيفتح له الأبواب المغلقة بين طرفة عين وانتباهتها.وهل يمكن لفتاة تُركّز جُلّ اهتمامها على تذكّر تفاصيل حلمها ببراعة تُحسد عليها، أن يبقى لها من هذا التركيز مساحة تُعينها على النجاح الطبيعي في دنيا الحياة، وهي التي دائماً ما تُرجع تعثّرها الدراسي، أو تأخّرها في عملها على شمّاعة ذاكرتها الضعيفة وعدم قدرتها على التركيز.أما اللاتي يعصين الأمر الديني المباشر، ويذهبن للسحَرَة والمنجّمين لاستحضار عريس على وجه السرعة؛ فلهم أقول: أما كان لهنّ أن يبذلن هذا المجهود المضني، ويوفرن المال، ويستخدمن هذا الوقت المهدر ليكُنّ شخصيات أفضل، ويُصبحن جديرات بأن يتسابق الرجال الباحثون عن زوجة مناسبة لطلب أيديهن.ولكن الرغبة في الحلّ السحري السريع تتغلب على الجميع..أعرف أن بعض قُرّاء مقالاتي من هواة كتب الأبراج ومشاهدي الأحلام يومياً؛ ولكني أعرف أيضاً أنهم سيتفهمون كلامي، وكنت أودّ أن أبشّرهم، بأنهم يسيرون على الدرب، وبأنهم يملكون فرصة ولو محدودة لتحقيق أمانيهم بهذه الطرق؛ لكني للأسف لم أجد لمثل هؤلاء ما يدعو للبشرى؛ فالتاريخ والحاضر يقولان عكس ذلك.وهْمُ المصباح السحريإن الحقيقة تُنذرنا وإياهم بأن الباحثين عن مصباح علاء الدين الذي لا يحتاج سوى إلى حكّة بسيطة ليُخرج عفريته الضخم، ويطلب منا فقط النطق بالأماني، ليحوّلها لنا إلى واقع ملموس، لم يجدوا هذا المصباح أبداً، ومرّت عليهم الأيام والسنون وهم في انتظار المصباح وخادمه؛ لكنه لم يظهر أبداً.وبعد انقضاء العمر عرفوا أن العفريت الوحيد الذي قد يُصاحبهم في هذه المرحلة هو عفريت الشيخوخة والإفلاس والوحدة، وأولئك عفاريت قاسية لا تداعب أصحابها ولا تُحقّق أمانيهم.فقبل أن تصل إلى هذه المرحلة وتُطاردك تلك العفاريت عليك أن لا تبقى منتظراً المصباح الوهمي، ولا تبحث عن الحلّ السحري لجميع مشكلاتك.هكذا ينفرج المستقبلفما حكّ ذقنك مثل أظافرك يا صديقي، تحرّك من الآن؛ وكأن معك ذلك المصباح بالفعل؛ فاستعن بالله ولا تعجز، وأنجز ما عليك إنجازه، وستجد المستقبل ينفرج شيئاً فشيئاً؛ فكل كتب التاريخ وحتى الجغرافيا، وكل تجارب الشرق والغرب، تؤكد لنا أن العمل الجادّ المستمرّ هو الطريق المضمون لتحقيق المستحيل.فهل اقتنعت بهذا الكلام، أم أنك ستواصل رحلة انتظارك لمصباح علاء الدين؟!ملحوظة:إذا وجدته في يوم من الأيام؛ فلا تنسَ أخاك كاتب هذا المقال. أعرف أنك طيّب القلب ولن تبخل عليّ بحكّة مصباح، أليس كذلك؟!!‏

قصة شاب أفريقي......

صورة: ‏الطبع يمكنك القراءة وقتما تشاء .. و لكن الأمر لم يكن هكذا لكل شخص في الولايات المتحدة في الماضي حيث اقتضى الأمر نضالا من بعض هؤلاء حتى يحصلوا على حقهم في حرية القراءة
فيما مضى لم يكن لملاك العبيد يسمحون لعبيدهم بأن يتعلموا القراءة ، فقط كانوا يعدون القراءة من سمات الطبقة الأرستقراطية ، و كانوا يخافون أن يحلموا بالحرية لو تعلموا القراءة بل كانوا يعاقبون العبد الذي يقتني كتابا أو يحاول تعلم القراءة . و رغم كل هذه الضغوط فقط حرص الهبيد الراغبون في التحرر على تعلم القراءة لعلمهم بأهميتها .. و لنستعرض بعضا من هؤلاء الذين كانوا ينشدون بحرية القراءة

أولوداه أكويانو
Olaudah Equiano
ولد في افريقيا عام 1745 و كان والده زعيما في قبيلته و كان حرا في قضاء أوقاته و كان يقضي معظم وقته في اللعب و اللهو و ذات يوم حينما كان في العاشرة من عمره ، هاجمته جماعة من الغرباء أثناء لعبه مع أخته و ساقتهما في رحلة شاقة سيرا على الأقدام نحو الساحل حيث اشتراه ضابط بحري و أجبره على خدمته و على متن السفينة رأى إكويانو أشياء غريبة و عديدة منها الكتب و شاهد سيدة و آخرين يقرأونها و لكنه لم يفهم ماذا كانوا يفعلون و كان يعلم أن سيده يتعلم بعض الأشياء من هذه الكتب و لكن لم يعرف كيف يمكنه ذلك
فكر كثيرا في الأمر و حاول محاولات عديدة فجرب وضع الكتاب على أذنه ، و لكنه لم يسمع شيئا ، و جرب أن يسألها علها تجيب و ما من فائدة و فيما بعد عرف أن الكتب لا تنطق و لكن بعض أصدقائه علموه القراءة و الكتابة و بعد سنوات كان يدير أوقات فراغه و يستثمرها في أعمال اضافية ليجمع المال اللازم لشراء حريته و الإنتقال الى إنجلترا و هناك نشر كتابا يحكي فيه سيرته الذاتية و عرف الناس من خلال كتابه كيف أن العبودية شر تعاني منه الإنسانية و عمل جاهدا على إلغاء الرق و العبودية

Tip : يمكنك أن تحكي هذه القصة لأطفالك و أخوتك الأطفال يتأثرون بقصص الأطفال مثلهم و يشعرون بهم فستكون هذه القصة خير حافز لهم على التمسك بعادة القراءة

المصدر : مجلة ناشيونال جيوغرافيك _ العدد 11‏