"مواقف عاصفة"... معالجة عصرية مبسطة لإحدى مسرحيات شكسبير
الجميع تقريبا يدرس الآن بعض الروايات والمسرحيات الكلاسيكية الإنجليزية بدءا من المرحلة الإعدادية، لكنها دائما ما تكون نصوصا درامية غاية في الجدية ومكتوبة بلغة كلاسيكية قد يصعب علينا الآن فهمها. فلنرح عقولنا قليلا منها إذن، لنستمتع بكتاب خفيف ولطيف يعتمد أيضا في فكرته الأساسية على أحد الأعمال الأدبية الشهيرة.
الحديث عن "مواقف عاصفة" أو "Tempestuous"، وهو اسم الرواية الجديدة التي تصدر في النصف الثاني من ديسمبر الجاري، وهي عبارة عن معالجة عصرية مبسطة وساخرة لإحدى مسرحيات الأديب العالمي الشهير ويليام شكسبير "العاصفة"، والتي كتب النص الأصلي لها في بدايات القرن السابع عشر.
الكتاب من تأليف شابتين تتشاركان العمل معا، وهما كيم أسكيو، وإيمي هيلمز اللتان سبق لهما التعاون في تأليف كتاب بعنوان (Exposure) أو (كشف المستور).
يجمع بين المؤلفتين حبهما للعمل الجماعي، وكذلك إعجابهما الشديد بأدب شكسبير، حيث تعتقدان أنه كان من أكثر الأدباء قدرة على فهم مشاعر وأحاسيس الفتيات والفتيان تحت سن العشرين، والتعبير عنها بصدق وشفافية، وهو ما ساعد أعماله على الخلود.
ومن هنا جاءت لهما فكرة إعادة معالجة مسرحيته (العاصفة) بأسلوب عصري مبسط وساخر حتى تتمكن الأجيال الجديدة من الاستمتاع بها. القصة الأصلية لمن لا يعرفها تحكي عن أحد النبلاء الذي تفارقه ابنته (ميرندا)، وتذهب لتعيش في جزيرة نائية، فيتفنن هو في ابتداع حيلة حتى يضطرها للعودة والعيش معه في قصره بالمدينة. ويتفتق ذهنه عن فكرة عجيبة، تتمثل في استخدام كل إمكاناته المادية لتمويل خدعة لإقناع ابنته بأن عاصفة هائلة قد هاجمت الجزيرة وتهدد كل من عليها بالفناء، حتى لا تجد الفتاة مفرا سوى مغادرتها والعودة لمنزل والدها!
في هذا الكتاب الجديد، تحمل البطلة الاسم نفسه (ميرندا)، ولكنها هذه المرة طالبة ثرية ومدللة في المرحلة الإعدادية، تقع بسبب غرورها وغفلتها نتيجة خدعة تدبرها لها بعض الفتيات وتورطها في بعض الأمور غير القانونية، فينتهي الأمر بفصلها من المدرسة، ومعاقبتها من خلال إلزامها بأداء الخدمة المجتمعية والعمل كبائعة للوجبات السريعة على عربة متنقلة في أحد المراكز التجارية خلال فصل الشتاء قارس البرودة.
وفي أحد الأيام، وبينما تقوم (ميرندا) بعملها في بيع الأطعمة داخل المركز التجاري، تجتاح عاصفة ثلجية قوية المدينة، لتجد نفسها فجأة، هي وكل من معها من عاملين داخل المكان، بالإضافة لبعض مرتادي المركز، محتجزين داخل المبنى لفترة طويلة، ولا يستطيعون مغادرته نتيجة لسوء الأحوال الجوية بدرجة كبيرة.
وأثناء وجود (ميرندا) الإجباري داخل المركز التجاري لساعات طويلة، يتصادف وجود بعض زميلات الدراسة الشريرات معها بنفس المكان، واللاتي قد وشين عليها ودبرن لها مكيدة، فتسببن في فصلها من المدرسة، واضطرارها للعمل كبائعة أطعمة، فيتفتق ذهنها عن خطة ماكرة للانتقام منهن، بمساعدة فتى يشتهر بخبثه ودهائه، لكنها مع الوقت تكتشف أنه يمتلك قلبا من ذهب.
وخلال الفوضى العارمة التي تنتج عن تنفيذ خطة (ميرندا) للانتقام من زميلاتها، تطفو على السطح قضية جديدة، لتتشابك أحداثها مع القصة الأصلية، حيث يتم اكتشاف وجود لص هارب ومسلح يختبيء داخل المكان، بينما هناك ضابط شرطة يطارده باستماتة للقبض عليه. وفي خضم كل ذلك، تبدأ (ميرندا) في اكتشاف جوانب إيجابية جديدة في شخصيتها، لم تكن هي نفسها تعلم عنها شيئا قبل ذلك.
القصة- كما يؤكد النقاد- مليئة بالمغامرات الطريفة والمشوقة، التي تجعل القاريء يلهث خلفها عبر صفحات الكتاب، فيحب شخصياته ويرتبط بها، ولا يتركه حتى ينتهي من آخر صفحاته.
الكتاب عند صدوره سيكون متوافرا على مواقع التسوق الإلكتروني الشهيرة، ويمكن لمن شاء الحصول عليه بسهولة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق